الثلاثاء، 17 أبريل 2012

وما زلنا مخدوعين..!




قبل اسبوع او اكثر كنت اعمل واحتجت صوتا يسليني ولايجبرني الجميع على اغلاقه لأنه اغنية والوقت غير مناسب لها :)
فبحثت عن انشودة كانت تتردد كثيرا في بالي
ومع كثرة تكرارها تذكرت طفولتي

كم كنا مخدوعين.. خدعونا فقالوا.. وما اكثر ماقالوا

في الماضي استغلنا (المشايخ) في توجيه اهتمامنا للعالم الإسلامي والاهتمام بجراحه ونسيان وضعنا الداخلي تماما وكأننا بالفعل نعيش امنا وامانا ورخاءا ودعة
تم تخديرنا عبر تحسيسنا بالذنب لأننا لازلنا نعيش ولم يقتلنا الروس ثم الصرب وقبلهم جميعا اليهود (دويلة اسرائيل، العدو الصهيوني، الجرح النازف في خاصرة الأمة...) حتى انهم كانوا يلوموننا على ضياع الاندلس وسقوط بغداد ولو اتتهم الفرصة للامونا على هزيمة المسلمين في أحد

كلام انشائي كان الدعاة والمشايخ يصرخون به ودموعهم تشعرنا بالذنب أكثر فأكثر
ونهب لنصرة اخوتنا المسلمين في تركستان الشرقية وآسام وكمبوديا والصومال والنيجر افغانستان والبوسنة وكوسوفو او كوسوفا والشيشان وقبل الجميع فلسطين

كنا ننصرهم بالمال الذي يتم جمعه عبر اطفال ومراهقين متحمسين لرفع الظلم عن اخوتهم وبالطبع المال الذي تم جمعه لم يخرج معظمه واقتسمه من استغل غبائنا المستحكم

لست ألوم طفولتنا البريئة وتعاطفنا الصادق بل ألوم هؤلاء المشايخ الذين وجهوا كل طاقتهم لإشعارنا بالذنب لأننا لانرزح تحت احتلال كافر. لم يهتموا لحقوقنا ولا لواجبهم الحقيقي تجاهنا. واجبهم الحقيقي تجاه العلم الشرعي الذي تعلموه واستغلوا توجيهه لزيادة الظلم لا لرفعه

ابعدوا اهتمامنا بحقوقنا الحقيقية الى الإهتمام بالقضية الكبرى واستعادة القدس
بالله عليكم كيف نستعيد القدس ونحن مظلومين ولم نعلم بعد بذلك؟ كنا نجهل حقوقنا تماما. كنا نحسب ان التبرعات الخارجية ميزة لنا تجاه الدول الاخرى وهي صدقات 
ياللغباء. لم نعلم انها اموالنا وان الحكومة تستنزف كل اموالنا لتثبت نفسها سياسياً في العالم الخارجي.

لم تكن بحاجة لتبرير نفسها امامنا لأن المنوِّمين المغناطيسيين موجودين
هي مجرد كلمات يرددها وسنشعر بالذنب لأننا نعيش في أمن وأمان فندعم الحكومة لتزيد التبرعات اكثر واكثر
اين تذهب هذه التبرعات؟ لا نعلم
لماذا لايوجد اثر لها بينما تبرعات الكويت اثارها واضحة؟ لانعلم كذلك
وربما بررناه بأن الكويتيين (مرائين ويمنون بتبرعاتهم)
نعم كنا نعيش في برج عاجي. وليته كان عاجيا بل طينيا وتهدم على رؤسنا يوم ان صحونا فجأة لنكتشف ان عمرا مر وليس لنا حقوق، لا حقوق على الإطلاق
(المرأة حقوقها كفلها الشرع) ماهي الحقوق؟ لا احد يعلم
الحكومة عاملتنا كالأب حين يخبر ولده انه يعرف مصلحته اكثر منه ثم يوجهه لما يريده هو (وغالبا يضر الولد) وإن تذكر الولد أو أراد خطاً مختلفا لحياته فهو عاق ناكر لحق والده

لم تكن الحكومة تستطيع فعل أي شيء بدونهم. بدون المتباكين على فلسطين السليبة
اتسائل بصدق لماذا لم يذهب ولا واحد من هؤلاء المتباكين ليجاهد في افغانستان او الشيشان؟ لن أجد الإجابة طبعا


هناك فئة اخرى من (الشيوخ المتباكين) لذين جعلوا المرأة همهم الآول والآخير
فالعالم كله يغزوا المرأة فكريا ويغزوا ديننا عن طريق المرأة.. ولأجل هذه النظرية عزلوها وامتهنوا كرامتها.. فلا خروج الا بإذن ولا دراسة الا بإذن ولو كان لهم من الامر شيء لجعلوا التنفس بإذن
تحكموا في الحجاب فالمتنقبة تفتن الرجال بعينيها واليدين محرم ظهورهما والقدمين، فالمرأة درة مكنونة طي محارة
لا اعلم مادخل الحجاب في الغزو الفكري؟ حتى ان بعض المشايخ حرم ظهور الذراعين امام النساء فربما تكون فيهما فتنة.. هوس فضيع يجعلنا فاغري الافواه لا نجد الكلمات لوصفه

في تلك الفترة(نهاية الثمانينات الى نهاية التسعينات) كان جشع الحكومة اقل.. فالسرقات كانت بالملايين.. والتشبيك اقل.. وكل شيء كان أقل.. الا حقوقنا كانت ومازالت (معدومة)
لو أن -ولو تفتح عمل الشيطان- المتباكين قللوا بكائياتهم وصرفوها لتبصير العباد بحقوقهم او مطالبة الحكومة بشكل مباشر بها لما اصبحنا اغنى دولة وأفقر شعب

حقوقنا ليست بصرف راتب شهري لكل مواطن منذ ولادته وللعلم فنحن نستحق ذلك وفقا للميزانيات الهائلة وعدد الشعب القليل ١٧ مليون
حقوقنا هي حقوق المواطن المستحق لوظيفة من الحكومة وفقا لشهادته وتخصصه وحاجة سوق العمل له
حقوقنا هي حقوق الأرملة التي سرق عم اولادها إرثهم وتركها تقبل الصدقة من الاخرين
حقوقنا هي حقوق الفتاة في أن لاتتزوج تحت سن ١٨. ولاتتزوج رغم ارادتها او بالإقناع الغاضب
حقوقنا هي حقوق الفتاة في أن تأخذ حقوقها كاملة غير منقوصة (بدون ولي أمر)
حقوقنا هي حق الطفل المعنف من والديه
حقوقنا هي حق الطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي
حقوقنا هي حقوق المرأة المعنفة من والدها او اخيها والمتهمة بالعقوق او بشرفها لأنها رفضت ان يستمر استغلالها
حقوقنا هي حقوقنا جميعا في اتخاذ قرارات الوطن
حقوقنا هي حقوقنا جميعا في محاسبة (كائنا من كان) حين يعتدي على حق من حقوقنا او يتسبب في مقتل المئات 
حقوقنا هي أن يُعترف بإنسانيتنا وعقولنا وقدرتنا على تسيير شئون حياتنا
حقوقنا هي حقنا في أن لا يتنمر علينا القضاة ويظلموننا بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان
حقوقنا هي حقنا في ان نشتكي القاضي فيتم التحقيق معه فورا وعزله إن ثبتت صحة الشكوى. أو إن كان استلم رشوة او ساعد في تزوير صك ارض. وليس نقله الى محكمة ابعد
حقوقنا هي كل الحقوق المكفولة للانسان في كندا وامريكا وبريطانيا وماليزيا وكوريا واليابان


في الاخير اقولها بقلب مجروح، لن اسامح اي داعية او شيخ لعب بعقولنا واستغل سذاجتنا
هناك فرق بين الاجتهاد وبين تغييب الحقائق. وهم غيبوا الحقيقة ووصمونا بالخوارج حين اظهرناها



*هذه التدوينة ليست سياسية ولا مطالبة بحقوق بل تفريغ غضب

هناك تعليق واحد:

  1. رائعة في كل ماكتبتي ...

    لقد خانوا ثقتنا و طعنونا بينما نحتضنهم ...

    دمتي بود عزيزتي ..

    أفنان القرني ..

    ردحذف