اعتدنا في السعودية على ان المرأة عورة واعتدنا ترديد (وبيوتهن خير لهن) في محاولة شرعنة اقصاء المرأة عن المشاركة الفاعله
فهي ملكة والرجل ليس له عمل الا خدمتها والسهر على راحتها وفي الحقيقة ان هذا الكلام المكرور مأخوذ خيره
حين تكون المرأة مواطن من الدرجة الثانية فهي ليست ملكة ولا اميرة حتى
فالمرأة الكائن الذي ينجب ويربي المجتمع بأكمله لاتستطيع ان تثبت حقها في الوجود الا بموافقة ولي امرها .. ومن يكون ولي امرها؟ ربما اخوها الاصغر منها بعشر سنوات وربما يكون ابنها ذا الخمسة عشر سنة
ابسط حق للمرأة بطاقتها الشخصية التي تعرف بها لايمكنها اخذها إلا بموافقة ولي امرها
البطاقة التي من المفترض ان تعرف بها في البنوك والمحاكم وحين تقدم على وظيفة .. لابد ان يوافق ولي امرها على ان تمتلكها
فتاة في الثلاثين لاتملك بطاقة تعريف بينما اخوها في ثالث متوسط يلزم عليه والده لـ يقص بطاقة احوال ..
من جعل هذا الامر هو الطبيعي؟
امر اخر مرتبط بالاول .. موافقة ولي الامر على عمل الفتاة.. لماذا؟ بأي شرع ؟ واين الدليل الذي استمدوا منه هذا التشريع؟ ودستورنا شرع الله
ليس لأحد أياً كان ان يأمر الفتاة فتطيع فهي حرة كالرجل تماما ولها الحق في ان تختار العمل او ان تتخلى عنه
إن كان من الواجب شرعا ان تطيع المرأة زوجها فما دخل الحكومة لترغم الزوجة على طاعة زوجها؟ طاعة الزوجة لزوجها وهذه الامور كلها بين الزوجين يقررانهما بينهما وليس للحكومة هذا التدخل السافر
ولنقل اننا نتقبل هذا التدخل .. من غير المعقول ان نرضى بان يتحكم ولي امر الفتاة غير المتزوجة بها .. حتى وان كان والدها فـبر الوالدين لايعني العبودية لهما .. وان كان فدعوه يكون براً بالاختيار لا بالارغام دعوا الفتاة تقرر كالرجل .. كأخيها تماما
المسألة ليست سهله ولا امرا غير مهم ..
نسبة النساء حسب التعداد الاخير 49% هل نلغي حق الاختيار لنصف المجتمع فقط لان الرجل يخشى المرأة؟
انا لن اقول انها ستدعم المجتمع وتسرع من عجلة التنمية .. هذا الامر غير ممكن طالما انها لم تأخذ الحق بأن تكفل نفسها ولا تكون مدينة لأحد ولا مهانة الكرامة لان اخيها او عمها يعطيها من ماله والذي نعرف شرعا انه يجب عليه الانفاق على من تحت ولايته من النساء حتى ولو كن يملكن القناطير المقنطرة
حين تصبح المرأة كائنا كاملا مسئولا عن خياراته .. وليس ولي أمرها من يوقع على تعهد حين تتظاهر او تكتب مقالا ينتقد الحكومة .. يااه كم أن هذا التعهد يحتقر المرأة اكثر فأكثر ..ساعتئذ سأؤيد كل الحقوق التي يطالب بها الرجال لأنفسهم حين لايهملوني ونصف المجتمع معي
لا أريد للرجل ان يأخذ أي حق سياسي إن لم اكن سآخذ حقوقي كاملة فمايهمني ان استطاع التصويت او اصبحت المملكة دستورية مادمت لن استطيع المشاركة في شيء.. فقط سأكون كالنساء اللاتي يذهبن للحروب لبث الشجاعة في الجيش !
الى متى والخوف من المرأة متمكن من الرجل وكأنها الذئب الذي سينهشه حيا ..