لست اعلم الكثير عن الزراعة للأسف الشديد رغم أنني أعيش في بيئة زراعية .. لدي أب يرفض شراء الخيار (المحمي) في حين أننا نأكل دجاجا مليئا بالهرمونات !
بأي حال كلاهما الخيار والدجاج من بلدنا
منذ سنوات قليلة تعالت الأصوات بتقليل الزراعة هنا .. لأن الماء أقل من أن يهدر على الزراعة .. وبالتأكيد تعالت أصوات المزارعين بالرفض .. لكن ولأن وزير الزراعة لا يفقه في الزراعة ووزير المياه لا يفهم في الماء ولأن هناك لوبي اكبر من هذين الوزيرين يحركانهما وفق إرادتهم .. انتهت القضية برفع الدعم عن القمح .. وتقليل زراعته وبالتالي استيراده
بلد القمح يستورد القمح .. هل هي حماقة أم قلة في دراسة الجدوى أم أنه فساد أكبر من ذلك كله
سأتحدث أولا عن القمح ومن المعلوم أننا نعتمد اعتمادا كاملا عليه
نأكل خبزا في كل الوجبات .. وربما نحن الشعب الأكثر اعتمادا على القمح
كانت الحكومة اعتمادا على هذه الحقيقة تدعم زراعة القمح وتحث المزارعين على زراعته في الأعوام السابقة .. جميعنا نعلم أن المزارعين أثروا من زراعتهم للقمح .. إلى أن تضخم الإنتاج وأصبحنا نصدر القمح ثم فجأة صَحَتْ وزارة الزراعة ولا أعلم حقاً من أيقضها من نومتها الجميلة ليخبرها أن زراعة القمح هدر كبير للماء .. وللعلم ليس القمح فقط من أُوقفت زراعته فهناك خطه قادمة لإيقاف زراعة الأعلاف بشكل كامل لأنها تهدر الماء
بداية إذا نظرتم للخبز الذي تأكلونه كل يوم وشممتم رائحته ستلاحظون أنه أصبح أسوأ .. سأخبركم ببساطه إنه ليس قمحنا .. قمحنا أقل من أن يطعم كل هذه الأفواه الجائعة .. هذا القمح مستورد وأقل جودة من قمحنا
الفكرة هنا هي المحافظة على الماء أليس كذلك؟
لن تستطيع الدولة السيطرة على المزارعين على الأقل في الخمس سنوات القادمة ..
حالياً أغلب المزارعين تخلوا عن زراعة القمح الذي تستغرق زراعته 3 أشهر بينما اتجهوا لزراعة البرسيم والذي تستغرق زراعته 6 أشهر أي ثلاثة أشهر أكثر من القمح هدراً للماء
هل وزير الزراعة يعلم بذلك؟؟
حسنا لننتقل لفكرة الاستيراد
حالياً الدولة تدعم الشركات الزراعية الكبرى لاستغلال السودان كبيئة لزراعة القمح والأعلاف ومن ثم إعادة تصديرها إلى هنا بحيث تستفيد السودان مادياً ونحن نستفيد من الأماكن الشاسعة والماء
أؤيد هذا الاتجاه خصوصا والسودان دولة شقيقة لنا نحب أهلها ويبادلونا المحبة (على الأقل مايحسدوننا) لكن .. وهناك دائما لكن
نحن في الشرق الأوسط – مايخفاكم!- وهنا في السعودية لسنا آمنين تماماً من حرب تأتي فجأة والحد الجنوبي خير مثال , وقبل 20 سنة كانت حرب الكويت
لنفترض .. أن السودان وقعت في حرب أو حدث انقلاب عسكري فيها وهي البلد التي نعرف بكثرة اضطرابها السياسي
ماذا سيحدث لمعيشتنا؟ سنجوع!
لو – لا قدر الله - حدث اضطراب في المملكة لنقل اعتداء خارجي كيف سنأكل؟ سنجوع أو نعتمد على الـ UN
وزارة الزراعة تؤيد زراعة النخيل فقط والحمضيات كذلك حتى لا أكون مجحفة في حق وزارتنا الموقرة
قبل 40 سنة كنا نزرع القمح والأرز – التمن - والنخيل بطبيعة الحال
الآن ألغت وزارتنا القمح أما التمن منذ زمن تم إلغاءه بإهماله ..
حسنا منذ الآن سنعتمد على التمر
لدي فكره متطرفة تعتمد على نظرية المؤامرة وهي أن الشركات الكبرى المملوكة للهوامير .. ترفض أن تشارك الربح مع المزارعين العاديين لذا ولأن أغلب المزارعين هنا يملكون أراضٍ تكفيهم أصبحت تضغط على الوزارة بحجة هدر الماء والتصحر .. وشيئا فشيئا نقلت الزراعة إلى السودان .. وكما استشهد الملك بالآية "الأقربون أولى بالمعروف" يستشهد بها – القروش - رجال الأعمال وبحجة أن الأقربون أولى بالمعروف فهو شيء جيد أن تستفيد السودان فهي بلد عربي مسلم شقيق! ولا يهتم رجال الأعمال بالدين والأُخُوَّة إلا إذا كان أبناء البلد لن يستفيدوا
فـ لله در رجال أعمالنا الحرامية
the pic By
North Idaho Dad